عادت ظاهرة التذبذب في تموين سكان عدد من البلديات الشرقية من بومرداس بمياه الشرب لتضرب مجددا مع بداية فصل الصيف الذي يمثل نقطة سوداء في أذهان المواطنين بالنظر إلى حجم المعاناة التي يكابدونها خلال هذه الفترة من السنة التي يزداد فيها الحاجة إلى هذه المادة الحيوية.
إلى جانب ظاهرة تحرك أسعار الخضروات والفواكه عشية عيد الفطر المبارك ككل سنة دون مبرر خاصة في ظل الوفرة الكبيرة في الإنتاج والعرض في أسواق الجملة التي هيمنة على حديث المواطنين في هذه المناسبة، أخذت أزمة التموين العادي بمياه الشرب في بعض المناطق من الولاية إن لم نقل أغلبها حيزا كبيرا أيضا من تساؤلات المواطنين الذين تأسفوا لتكرار الظاهرة في مثل هذه المواعيد الدينية والإجتماعية الهامة، فلا يعقل أن يفتح المواطن عينيه يوم العيد أو في يومه الثاني ليجد نفسه مضطرا إلى التحرك للبحث عن قطرة ماء مثلما استوقفنا مشهد المواطنين يوم أمس أمام منابع المياه بمركز مدينة دلس وقبله ببلدية أعفير دون الحديث عن القرى الجبلية بالبلديات النائية على غرار تيمزريت، شعبة العامر وغيرها، بدلا من التفرغ لزيارة الأقارب واستغلال الفرصة في رص وتدعيم أواصر القرابة العائلية والاستمتاع بلحظات العيد خاصة بالنسبة للأطفال يتساءل عدد من المواطنين.
كما عبّر البعض الآخر عن تخوفهم من استمرار نفس الحالة طيلة أيام الصيف، وهو ما يعني انتعاش ظاهرة تجارة المياه عن طريق الصهاريج في بعض المناطق الجبلية واستفحال عملية الربط العشوائي والسقي الفلاحي في تحدي كبير لمؤسسة الجزائرية للمياه التي لم تتمكن من معالجة الملف المطروح منذ سنوات، إلى جانب تأخر تسليم مشروع ربط بلديات أقصى الجنوب الشرقي من الولاية بمياه الشرب المنتظر تسليمه نهاية السنة انطلاقا من محطة التحلية لرأس جنات الذي بإمكانه رفع الأزمة وتخفيف المعاناة على سكان هذه المنطقة التي تشمل دائرة يسر وأجزاء من دائرة برج منايل.